الجمعة، 11 مايو 2007

من كتاب النظرات


وما السعادة في الدنيا إلا كلمحات البرق تخفق حيناً بعد حين في ظلمات الشقاء ،

فمن لا يرى تلك الظلمات لا يراها ،

وأشقى الأشقياء أولئك المترفون الناعمون الذين يوافيهم الدهر بجميع لذائذهم ومشتهياتهم فلا يزالون يُمعنون فيها ويتقلبون في جنباتها حتى يستنفدونها ،

فيستولي على عقولهم مرض السآمة والضجر ،

فيتألمون من الراحة أكثر مما يتألم التعِب من التعب ،

ويقاسون من عذاب الوجود أكثر مما يقاسي المحروم من عذاب الحرمان ،

وقد تدفعهم تلك الحالة إلى الإلمام بمشتهيات غريبة لا تتفق مع الطبيعة البشرية ولا تدخل تحت حكمها ، تفريجاً لكربتهم وتنفيساً عن أنفسهم

وما هؤلاء المساكين الذين نراهم سهارى طوال لياليهم في ملاعب القمار ومجالس الشراب ومواقف الرهان إلا جماعة الفارين من سجون السآمة والملل ، يعالجون الداء بالداء ، ويفرون من الموت إلى الموت


هناك 6 تعليقات:

  1. حلوة أوى , أحييكى على اختيارك

    النظرات كتاب جميل وبليغ للغاية

    ردحذف

  2. والمنفلوطي أيضا ما شاء الله عليه

    شكرا لك :)

    ردحذف
  3. جميل

    صدق في حديثه فكثير هم هؤلاء

    فليرحمنا الله

    ردحذف

  4. وما أقصى ما نتمناه إلا رحمة الله بنا :)

    شكرا لتعقيبك

    ردحذف

مرحبا بتعليقك أذكر بأن المقولة من اختياري ولست أنا كاتبتها وأن الله سبحانه وتعالى قال : {مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } سورة ق الآية 18'