فليس في الدنيا أطيب عيشاً من منفرد عن العالم بالعلم، فهو أنيسه وجليسه
قد قنع بما سلم به دينه من المباحات الحاصلة، لا عن تكلف ولا تضييع دين،
وارتدى بالعز عن الذل للدنيا وأهلها، والتحف بالقناعة بالسير، إذ لم يقدر على الكثير، فوجدته يسلم دينه ودنياه.
وإشتغاله بالعلم يدله على الفضائل، ويفرحه في البساتين،
فهو يسلم من الشيطان والسلطان والعوام بالعزلة.
ولكن لا يصلح هذا إلا للعالم، فإنه إذا إعتزل الجاهل فاته العلم فتخبط.
من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي