السماء جميلة ,
والشاعر هو الذي يستطيع أن يدرك سر جمالها ,
ويخترق بنظراته أديمها الأزرق الصافي ,
فيرى في ذلك العالم العلوي النائي مالا تراه عين ولا يمتد إليه نظر .
والبحر عظيم ,
والشاعر هو الذي يشعر بعظمته وجلاله ,
ويرى في صفحته الرجراجة المتأرجحة صور الأمم التي طواها والمدن التي محاها , والدول التي أبادها وهو باق على صورته لا يتغير ولا يتبدل ولا يبلى على العصور والأيام .
والليل موحش
والشاعر هو الذي يسمع في سكونه وهدوئه أنين الباكين
وزفرات المتألمين ,
وأصوات الدعاء المتصاعدة إلى آفاق السماء ,
ويرى صور الأحلام الطائفة بمضاجع النائمين ,
وخيالات السعادة أو الشقاء الهائمة في رءوس المجدودين والمحدودين ( أي المحظوظين الموفقين والذين حرموا الحظ والتوفيق( .
الشاعر يرى الجمال في كل شيء يتناول سمعه وبصره ,
حتى في الزهرة الذابلة
والنبتة الحائلة ,
والنحلة الطائرة
والفراشة الحائمة ,
وفي مدارج النمل ,
وأفاحيص القطا ( أفاحيص هي جمع أفحوص وهو المكان الذي تزيح القطا التراب عنه لتبيض فيه والقطا جمع قطاه وهى طائر يشبه الحمام )
والنوى المتهدم
والجدث البالي
والشبح المخيف ,
والخيال الرائع ,
وفي الضفدعة الملقاة على شاطئ البحر ,
والدودة الممتدة في باطن الصخر ,
فهو من خياله الواسع في نعمه دائمة لا تنفد ولا تبلى .
"من عادتي ألا أعلق عما أقتبسه .. لكن هنا أريد أن أضيف .. أن كاتب المسرحية الفرنسي .. لا يعلم أن العابد المسلم .. يرى مثل ما يرى الشاعر وأفضل ..لأنه يتفكر في خلق الله على علم بجانب اعمال عقله في عجيب قدرة الله وصنعه... سبحان الله "
مها